أخبار محلية

حد القول   – حسن السر –  سورة البقرة.. دستور الحياة في زمن الأزمات


 

سورة البقرة، أطول سور القرآن الكريم، ليست مجرد نص يُتلى، بل هي دستور حياة يربط بين العقيدة والواقع، بين الإيمان والعمل، وبين الماضي والحاضر والمستقبل. في زمن تتسارع فيه الأحداث وتتشابك التحديات، نجد أن معانيها تقدم حلولًا عملية وتوجيهات ربانية تعالج أزمات الإنسان والمجتمع.

محاور تربط السورة بواقعنا المعاصر

الثبات أمام الفتن والتحديات
– تبدأ السورة ببيان صفات المؤمنين والكافرين والمنافقين، وكأنها ترسم خريطة المجتمع الحديث الذي يواجه أزمات الهوية والصدق.
– في زمن كثرت فيه التضليل الإعلامي والازدواجية، تذكّرنا السورة أن الإيمان الحق يظهر في العمل الصادق والثبات على المبادئ.

العدل الاجتماعي والاقتصادي
– آيات الربا والتحذير منه تعكس أزمة الاقتصاد العالمي اليوم، حيث تغرق المجتمعات في الديون والفوائد.
– السورة تدعو إلى نظام اقتصادي قائم على التكافل والإنفاق في سبيل الله، وهو ما يحتاجه العالم لمواجهة الفقر والاحتكار.

التعايش والاختلاف الديني
– قصة بني إسرائيل في السورة ليست مجرد تاريخ، بل درس عن التعامل مع الاختلافات الدينية والفكرية.
– في عالمنا المليء بالصراعات الطائفية والدينية، تؤكد السورة أن الهداية بيد الله، وأن على الإنسان أن يسعى للعدل والرحمة.

الأسرة والتربية
– آيات الزواج والطلاق والرضاعة تضع أسسًا واضحة لبناء الأسرة، وهي قضية ملحة اليوم مع تفكك الروابط الأسرية.
– السورة تذكّرنا أن الأسرة هي اللبنة الأولى في إصلاح المجتمع.

الهوية والقدوة
– تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة يرمز إلى استقلالية الأمة الإسلامية ووضوح هويتها.
– في زمن العولمة، حيث تضيع الهويات، تعلمنا السورة أن التميز لا يعني الانعزال، بل يعني أن يكون للأمة دورها الخاص في بناء الحضارة.

إسقاطات على الواقع المعاصر
– الأزمات الاقتصادية: الحل في العودة إلى قيم الإنفاق والابتعاد عن الربا.
– الاضطرابات السياسية: السورة تؤكد أن الحكم والسلطة أمانة، وأن الظلم سبب الهلاك.
– الأزمات الروحية: وسط ضغوط الحياة، تذكّرنا السورة أن الطمأنينة الحقيقية في ذكر الله والالتزام بعبادته.
– التحديات الأسرية: السورة تقدم تشريعات تحفظ الحقوق وتوازن بين الفرد والمجتمع.

آخر القول
سورة البقرة، هي رسالة متجددة تعالج أزمات الإنسان في كل زمان. في واقعنا الحالي، نجد أن العودة إلى معانيها وتطبيقها عمليًا هو السبيل لتجاوز الفتن، وتحقيق العدل، وبناء مجتمع متماسك يواجه تحديات العصر بقوة الإيمان ووضوح الهوية.

كسرة

دواءُ قلبِكَ خمسٌ عندَ قسوتهِ
فَدُمْ عليها تفُزْ بالخيرِ والخَبَرِ
خَلاءُ بطنٍ، وقرآنٌ تُدبِّرُهُ
كذا تضرُّعُ باكٍ ساعةَ السَّحَرِ
كذا قيامُكَ جُنحَ الليلِ أوسطَهُ
وأن تُجالسَ أهلَ الخيرِ والخَبَرِ



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى