من الآخر
هاشم الامين ابوآمنة
هل سينكسر المرق ويتشتت الرصاص؟
لم يجتمع اهل الشرق ويجمعوا حول أي قيادي كان مثل التفافهم حول الناظر ترك الذي شغل الساحة السياسية في السودان بل والعالم أجمع خلال الأشهر القليلة الماضية ، وأشتهر الرجل وذاع صيته بعد أن قام بقفل الطريق القومي وعدد من الموانئ البحرية الاستراتيجية في خطوات تصعيدية لمطالب اهل الشرق والبجا الرافضة لمسار جوبا وتنفيذ مخرجات مؤتمر سنكات الخاصة بمطالب اهل الشرق بجانب قضايا التهميش التي ظل يعاني منها شعبه طوال الحقب الممتدة منذ استقلال السودان وحتى الآن .
واستطاع الرجل أن يفرض قضيته وينتزع اعتراف الحكومة الانتقالية بشقيها المدني والعسكري بعدالة مطالبه ومشروعيتها ، كما وجد تعاطف منقطع النظير من مكونات المجتمع السوداني القبلية منها والسياسية ، واهتمت القنوات الفضائية بشخصيته وبشعب البجا فافردت لشرق السودان مساحات مقدرة في نشرات الاخبار واللقاءات الحوارية بصورة وجدت القبول والاستحسان وشبه الاجماع من كل مكونات الشرق .
وبالرغم من أن هذه المواقف التي قام بها الناظر ترك وانصاره قد لعبت دورا أساسيا في تغيير الواقع السياسي الراهن سواءا كانت بقصد أو غير ذلك فإن أهل الشرق والبجا عموما كانوا سعداء غاية السعادة من أن تكوين المجلس السيادي الجديد بقيادة الفريق البرهان قد خلا تماما من ممثل لشرق السودان وذلك لان اهل الشرق والبجا عموما يعتبرون أن مطالبهم لا تتجزأ ويجب أن تحل حلا جذريا يضع كل الأمور في نصابها الذي يرضي تطلعاتهم .
لكن وللاسف قد فجع المناصرون للناظر ترك وأهل الشرق وأبناء البجا على وجه الخصوص والمراقبون في الساحة السياسية بخبر قبول الناظر ترك لتولي مقعد ممثل الشرق في المجلس السيادي .
هذا الخبر الصاعقة ألجم المناصرين وجعلهم في حيرة من أمرهم لا غرو وأن يكون الممثل هو الرمز والايقونة التي تحمل كل أشواق وتطلعات وأماني وآمال اهل الشرق وشعب البجا .
حالة الاحباط التي اعترت أوساط البجا من الخطوة المفاجأة للناظر ترك تكمن في أن الخطوة تعتبر :
أولا : نكوص عن عهد قطعوه معه لمواصلة المسيرة حتى تتكلل الجهود بالنجاح والنصر وتعتبر قبوله بالمنصب السيادي هو هروب وتخلي عن ثقتهم التي أولوها له .
ثانيا : قبلوله للمنصب السياسي فيه إذلال لهم واتهام واضح لهم ولكبيرهم بأنهم اصحاب مصالح شخصية لا أكثر ولا أقل وان قضاياهم ما هي إلا كلمة حق أريد بها باطل.
ثالثا : يمهد قبول ترك بالمنصب لتسهيل نظرية فرق تسد التي شقت كيان قحت وحزب الامة وتجمع المهنيين وبالتالي من السهل شق البجا ونظاراتهم وعمودياتهم المستقلة وكأنك يا زيد ما غزيت.
رابعا : سيكون الناظر ترك أول الخاسرين وسيكون محل سخرية لاعداء قضايا البجا ولن تشفع له عربة السيادي ولا السارينا وسيزول عنه بريق القائد والملهم الذي لم ولن تعيده له مساحيق وتكييف فارهات السيادي.
تلك هي المخاوف مجردة وواضحة المعالم والموية تكضب الغطاس وشد ما نخشى لشعب البجا أن يعض بنان الندم ويرجع بكل أسف ويتغني بمناحة:
*انكسر المرق واتشتت الرصاص*
*انهدم االجبل وينو البلم الناس*
والله من وراء القصد