ونحن على أعتاب عام جديد .. أهمية الموانئ السودانية .. ( التحديات والفرص ) .. والاندماج في التنافس الاقليمي والدولي
ونحن على أعتاب عام جديد .. أهمية الموانئ السودانية .. ( التحديات والفرص ) .. والاندماج في التنافس الاقليمي والدولي .
ايهاب شفيق / اعلام الموانئ .
من المعروف أن الموانئ السودانية تكتسب قيمة استراتيجية وأهمية كبيرة وذلك للعديد من المزايا التي تتمتع بها ومن الصعب أن تتوفر في بقية موانئ العالم ، خاصة وأنه يبلغ طول ساحل البحر الاحمر أكثر من 1370 ميلا بحريا وهو ما يجعله واحدا من أطول السواحل البحرية في العالم ، كما يتميز بميزة أخرى تتمثل في الشعب المرجانية والجزر والخلجان المنتشرة التي يمكن أن تكون مناسبة لإنشاء موانئ عليها على طول الساحل مما يسهل عملية إجراء الدراسات لهذا الغرض .
وتزداد أهمية الميناء إذ أنه يعتبر المنفذ البحري الوحيد للسودان لعمليات الصادر والوارد ، وتستخدمه أيضا بعض دول شرق إفريقيا الحبيسة مثل إثيوبيا وجنوب السودان ، وهذا يزيد من أهمية الموانئ السودانية ويشكل لها دفعات قوية للتنافس الاقليمي والدولي وزيادة الإنتاجية ، كما تخطط الحكومة السودانية إلى إقناع دول أخرى مثل تشاد وأوغندا باستخدام الميناء وتخصيص مواقع لها لعمليات الصادر والوارد .
وايضا تنبع أهمية الموانئ السودانية من كونها تقع في منتصف المسافة تقريبا بين آسيا وشرق أوروبا ما يجعلها مؤهلة لأن تكون مركزًا لصيانة وتأهيل السفن خاصة بعد استجلاب مواعين عائمة وهي تعمل حاليا لبناء وصيانة السفن وهناك خطط موضوعة من هيئة الموانئ البحرية لتطوير وزيادة السعة الاستيعابية للمواعين لاستقبال السفن الكبيرة في ظل وجود كوادر على قدر من الخبرة والتأهيل من المهندسين والفنيين بالهيئة . وهذا ايضا يجعل الموانئ السودانية ذات قيمة كبرى .
كما لدى هيئة الموانئ البحرية شراكات مستمرة مع الشركات العالمية المتخصصة في تطوير الموانئ مثل الشركات الصينية وايضا شركة ( دامون ) الهولندية وهي تساهم بفاعلية في تطوير الموانئ عبر استجلاب الآليات والقاطرات والكرينات . وتستفيد هيئة الموانئ من تلك الشراكات في تطوير الموانئ مما يساهم في رفع الطاقة الإنتاجية بشكل كبير .
وايضا نجد أن الإدارة العليا لهيئة الموانئ البحرية وضعت خطط طموحة للتطوير من أجل المزيد من التنافس الاقليمي والدولي عبر إنشاء موانئ أخرى على طول الساحل ، حيث هناك مقترح لإنشاء ميناء في مدينة اوسيف ، بجانب العمليات الجارية حاليا لإنشاء أرصفة جديدة بميناء دقنة في مدينة سواكن مما يجعل الموانئ السودانية في حالة من الحراك الدائم والعمل المستمر وبالتالي يعني هذا مزيدا من الإنتاج ورفع طاقة القدرات الاستيعابية . ولكل ما سبق كان من الطبيعي أن تصبح الموانئ السودانية بموقعها الجغرافي والاستراتيجي هدفا للتنافس الدولي والإقليمي وذلك لتحقيق أهداف سياسية اقتصادية و أمنية واستراتيجية .
و ازادت الأهمية بشكل ملحوظ بعد بروز ما يعرف بمكافحة (الإرهاب العابر للقارات) وحماية أمن البحر الأحمر الذي يعبر منه حوالي 20 في المئة من التجارة العالمية و30 في المئة من تجارة النفط . ففي العام ٢٠١٧ زار الرئيس التركي رجب إردوغان جزيرة سواكن لإنشاء مشاريع سياحية ضخمة ، وفي العام الماضي ، وافق رئيس الوزراء الروسي على مشروع اتفاق لإنشاء قاعدة بحرية روسية في ميناء بورتسودان للحفاظ على السلم والاستقرار الإقليمي . وقد وافقت الحكومة السودانية على إقامة القاعدة في منطقة فلامنجو الإستراتيجية
غير أن المشروع توقف بعد أيام من وصول بارجة أمريكية إلى ميناء بورتسودان . وبررت الخرطوم توقف المشروع بأن الاتفاقية لم تتم المصادقة عليها من قبل البرلمان الذي لم يشكل بعد . كل تلك الوقائع والأحداث تجعل الموانئ السودانية تلعب ادوار محورية مؤثرة على الصعيد الإقليمي والدولي فمن الطبيعي أن نشهد هذا الاهتمام الدولي الكبير بالموانئ السودانية وساحل البحر الاحمر لأهميته الكبيرة ، وهذا بالطبع يجعلنا نفكر ونخطط ونضع المشاريع قيد التنفيذ ، خاصة ونحن على أعتاب عام جديد نتطلع فيه لأن تكون الموانئ السودانية ذات حضور مؤثر في المشهد الإقليمي والعالمي وان تكون لاعبا اساسيا في التنافس العالمي في ظل كل تلك المزايا التي تتمتع بها موانئنا والتي استعرضناها آنفا . وفي ظل القوة البشرية التي تمتلكها هيئة الموانئ البحرية من عمال وموظفين ومهندسين وفنيين وخبراء .