الموز كنز السودان المهمل : تقرير زراعي
الموز محصول إستوائي يناسب مناخ وتربة السودان وإنتاجية الفدان منه بالطن تعادل إنتاجية 50 فدان قمح و 100 فدان ذرة على ضوء متوسط إنتاج الفدان في السودان وسعر الطن من الموز يعادل سعر 3 طن من القمح و 4 طن من الذرة قياساً على متوسط سعر الطن عالمياً ، أي بمعنى آخر أن مبيعات إنتاج فدان من الموز تعادل مبيعات إنتاج 150 فدان قمح و 400 فدان ذرة.
إن جملة المساحة المزروعة في السودان بالمحاصيل التقليدية ذرة قمح قطن فول وغيرها من المحاصيل تفوق ال 50 مليون فدان بينما جملة المساحة المزروعة بالموز لا تتعدى ال 20 الف فدان ، وبلغة الأرقام فإن متوسط سعر طن الموز هو 650 دولار وإذا فرضنا أن فدان الموز يعطي 50 طنا في المتوسط فإن عائد البيع للفدان يساوي 32,500 دولار.
ولو إستطعنا بقليل من العزيمة والإرادة تحرير مليون فدان من جملة ال 50 مليون فدان المهدرة في إنتاج محاصيل قليلة الإنتاج وتصلح لزراعة الموز للتصدير فإنها تحقق واردات قدرها 32.5 مليار دولار سنوياً مع ملاحظة أن تكلفة إنتاج الموز تساوي 20% من جملة بيع المحصول لان عائد إنتاج كل فدان يغطي تكلفة زراعة 5 فدان ، وبالتالي بعد خصم 20% من جملة الواردات فإن صافي العائد الكلي من زراعة مليون فدان سنويا يساوي26 مليار دولار.
يبقى السؤال هو كيف يمكن الوصول لمساحة مليون فدان بأسرع وقت وبأقل تكلفة واللاجأبة بسيطة وهي إختيار أفضل 10 ولايات من ال 18 ولاية يمكن فيها زراعة الموز وتكليف كل ولاية أن تزرع مساحة قدرها 10 ألف فدان لتصبح لدينا 100 ألف فدان في السنة الأولى ومعروف ان فدان الموز يمكن أن يعطي خلف شتول تغطي مساحة 4 فدان وبالتالي فان ال 100 الف فدان يمكن أن تعطي شتول تغطي مساحة 400 ألف فدان مجاناً وبالتالي تصبح في السنة الثانية المساحة التي يمكن ان تغطى بالشتول المجانية تساوي 500 ألف فدان وفي السنة الثالثة يمكن أن تتعدى المساحة المزروعة أكثر من مليون فدأن بكل سهولة ويسر.
إن سوق الموز العالمي سوق مفتوح وبعض الشركات والأفراد السودانيين دخلوا هذا المجال فقط في مساحات وكميات لا تتناسب مع الإمكانيات الهائلة التي يمكن أن يحققها السودان في مجال زراعة وتصدير الموز إذ لا يعقل أن تتفوق علينا مصر عشرات المرات في مجال زراعة وتصدير الموز مع أن مناخها وتربتها الصحراوية لا تتناسب مع محصول مثل الموز إلا انهم إستطاعوا التغلب على فقر التربة والمناخ بإستخدام التقانة الحيوية التي تكلفهم كثيراً ولكن الإنتاج العالي للموز دوناً عن بقية المحاصيل يشجعهم على ذلك.
ختاماً نقول وبلغة الأرقام فإن محصول الموز هو كنز يفوق ثروتي البترول والذهب يجب الإهتمام به فإن زراعة مليون فدان منه تستطيع أن تغطي كافة إحتياجاتنا من العملة الحرة ويكون هناك فائض في ميزاننا التجاري ، وبالتالي يصبح من المهم اعادة النظر في خريطة توزيع المحاصيل المختلفة والتي تساوي مساحتها أكثر من 50 مليون فدان ولا تدخل للدولة عائدات تذكر إذ يمكن تحويل نصف تلك المساحات منها إلى مشاريع للإنتاج الحيواني والبستاني ومصانع مصاحبة لها وبدلاً عن الإهمال الذي تعانيه ثروتنا الحيوانية يمكن إقامة مشاريع للثروة الحيوانية بطرق علمية حديثة وتعم المنفعة الجميع بإذن الله وبالله التوفيق.
مهندس زراعي | دفع الله أحمد القدال