من الآخر
هاشم الامين ابوآمنة
علي أدروب أنجح ولاة ما بعد الانقاذ
المجالس الاهلية وراء تعيين وعزل وأداء الولاة
أصحاب المصالح الشخصية يرفعون عصا العصيان ويطالبون بعزل الوالي
مرت كثير من مياه التغيير عبر جسر الشرق ومعبر ولاية البحر الأحمر تحديدا خاصة بعد أيلولة زمام القيادة للقوة العسكرية وانحيازها القسري للارادة السياسية للادارة الاهلية المتمثلة في المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة تحت قيادة الناظر ترك أو المجلس الاعلى للادارات الاهلية صنيعة المجلس السيادي والجنرال حميدتي برئاسة الناظر علي محمود .
وما بين خريف غير ذي هطل لقوى التغيير عبثت به رياح وأعاصير وزوابع رعدية بعثرت بذوره واقتلعت شتوله ، وبين شتاء قارص البرد احتمى فيه المجلس الاعلى لنظارت البجا بسلسلة جبال البحر الأحمر ليخرج منها دفئا وغطاءا عبر مؤتمر سنكات ومخرجاته التي ساعدت كثيرا في تمهيد الطريق لمغادرة حمدوك وتعبيد الطريق لمرحلة جديدة للحكم في السودان لم يعرف احد مصيرها حتى الآن .
بين هذه الاجواء المتناقضة خريفا وشتاءا يعيش المجلس الاعلى للادارات الاهلية ربيعا قلقا يغازله صيف أزمات الكورونا تارة والكهرباء والمياه تارة أخرى ورياح تغيير الولاة والادارات التنفيذية التي باتت تتحكم المجالس المذكورة في اختيارها بمباركة وتأييد من المجلس السيادي الذي أصبح يدير دفة الحكم في الولاية وفق أهواء المجلسين الكبيرين خوفا وطمعا وفقما يقتضي الحال .
خمسة ولاة من قبيلة الضباط الاداريين تعاقبوا على رئاسة حكومة ولاية البحر الأحمر بعد المهندس عبدالله شنقراى آخر والي للحرية والتغيير، خمسة ولاة تحكمت الادارات الاهلية في تعيينهم وعزلهم وأدائهم آخرهم الاستاذ علي أدروب الذي ما زال يعاني الامرين من سيطرة المجلسين وأهوائهما رغم أنه قد قدم برنامجا يبدو انه طموحا من خلال توليه لعدد من الملفات الحساسة أهمها على الإطلاق ملف المياه وملف تنظيم الأسواق وإزالة التشوهات بمدينة بورتسودان بالاضافة الى ملف كهرباء المحليات الغربية وملف طريق طوكر وما أدراك ما ال ١٧ كيلو، ذلك بجانب ملفات الولاية المشتركة مع الحكومة المركزية فيما يتعلق بالدعم والمسؤولية المجتمعية للمؤسسات القومية التي تعمل داخل حدود الولاية.
ولعمري فإن الرجل أحرز تقدما لا تنكره العين في جميع هذه الملفات سالفة الذكر وبذل مجهودا يذكر فيشكر وما فتأ الرجل يعمل بكل جهد ومثابرة إلا أنه يبدو أن مصالح البعض بدأت تتقاطع مع ما يقوده أدروب في حملته القوية ضد اصحاب المصالح الشخصية الذين استفادوا من فترة السيولة الامنية والفساد الاداري ليرفعوا سيف العصيان بل ويهددوا بعزل الوالي لأسباب أبدا لا ترقى لهذا الطلب السخيف الذي يجيئ في توقيت تشهد فيه الولاية استقرارا ملحوظا في كل جوانب الحياة.
وللحقيقة فإن ما يقدمه الاستاذ على ادروب من جهد لنهضة انسان الولاية ينبغي أن يدعمه المجلس الاعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة والمجلس الاعلى للادارات الاهلية معا فالمصلحة العامة تقتضي ذلك والرؤية باتت واضحة وكل الدلالات تشير إلى اننا في الاطار الصحيح . ومن هذا المنطلق تأتي دعوتنا للحفاظ على الاستاذ علي أدروب بقدر الامكان على الاقل في هذه المرحلة المفصلية التي تعيشها الولاية وتتصدر كل ولايات السودان امنا واستقرارا ، فهل سيعيش علي أدروب متدثرا بجلباب المجلسين أم أن له رأيا آخر ؟ .
أقول هذا ولست مع البعض الذين يشبهون فترة حكم علي أدروب بفترة حكم القيدوم طيب الذكر أيلا ولكني أراني أشيد بفترة حكم أدروب وأقول إنها الامثل من بين كل فترات الحكم التي مرت بها الولاية منذ سقوط حكم الانقاذ .