محفل أركويت شرارة للتغييرات الراديكالية بالشرق!!
*أبوفاطمة أحمد أونور*
*تجمع أركويت الذي نظمه الناظر ترك،رشحت عنه اخبار مفادها إعادة تشكيل قيادة المجلس بطريقة تجعله أداة طيعة بيده بنفس الكيفية التي يشكل بها عمد ووكلاء العشائر ممن شكلوا باركويت جل الحضور الصوري والغياب الصوتي، لأن بيد ترك كرباج تغييرهم متي شاء بإستثناء القلة منهم ممن تحيط بهم قوى أهلية ومدنية مستنيرة وعراقة قيادية راسخة لكن حتي هؤلاء يمكن للناظر أن يلتف عليهم بتعيين وكلاء عنه يكلفهم عمليا بمهام من يعصي أمره ولا يلبي رغباته، وعليه فان ما يسمي بمؤتمر اركويت ليس الا اداة فاشلة لتكريس السيطرة المطلقة للناظر علي المجلس او علي الاقل علي حصة الهدندوة التي تعود ان يسوقها بلجام (لا اريكم الا ما اري) خلال ال30 سنة الانقاذية حيث تضامنت علي المجتمع الشمولية السياسية للدولة مع شمولية الادارة الاهلية، وهو ما ادي للخروج المبكر والمطلق للجميلاب عن سلطاته، ساعدتهم فيها ظروف كثيرة علي رأسها الثورة الاصلاحية بقيادة الشيخ علي بيتاي، وقد تشكلت حاليا نفس تلك الظروف الثورية سياسيا واجتماعيا وثقافيا علي امتداد كل ربوع الشرق نتيجة انتشار الوعي وتقارب العالم وسطوة الاعلام الحر في تشكيل الوعي فحتي الأميين منهم طالتهم يد التغيير من خلال اللايفات والتسجيلات الصوتية العابرة للغات والنظارات، ما يجعل من المحال تحكم ترك في المجلس او قضية الشرق بنفس الاليات القديمة الموظفة حاليا بلا جدوي وبل إنقلبت عليه وبالا، ويكفي ان نستدل بتكوين القرعيب مجلس شوري خاص بهم ورفضوا استضافة مدينتهم جبيت للمؤتمر الناسخ لمؤتمر سنكات المرجعي، وعليه يمكن التساؤل: لماذا لم يحاول الناظر اقامته بسنكات مناط الدوري الثوري للحراك الشرقاوي،؟ لانه يعلم يقينا بوجود مقاومة شعبية عارمة ورفض قوى لما يقوم به ضد ارادة الجميع، وأن دعوته منكورة من الغالبية العظمي للجماهير لذلك لم يشأ ان يجازف باقامة منشطه بسنكات المأهولة هذه الايام بنسمة سكانية عالية وقوي نوعية فاعلة خلال الفترة الحالية للمصيف حيث يتكدس بها جل سكان الساحل من مدن بورتسودان وسواكن وهي بطبيعة الحال طبقات حضرية مستنيرة ومتحررة تماما عن سلطان الادارة الاهلية، فغالبية الشباب الساحلي للمجلس أجدادهم من مواليد الحضر ما يعني غلبة الوجدان المدني علي طباعهم الاهلية ومثل هؤلاء يستحيل تطويعهم لاتساع دائرة الانتماء الانساني لديهم بسبب تربية المدن، بدليل تمرد ابناء الامرأر والبشاريين والهدندوة علي نظاراتهم وانضمامهم للمجلس بمفهوم افتراضي بانه جسم مدني رغم المسمي الاهلي بنية التحكم فيه بقواعد منظمات المجتمع المدني ليحتكم لها الجميع وللاسف لم تكن مكتوبة، لذلك لا ولن تصلح مع هؤلاء الشباب هكذا خمة اهلية وتنميط قبلي ضيق ،ثم انه مالم يتنبه اليه منظمو مولد اركويت ان كفيلهم المركزي لا يريدهم كشخوص بقدر حرصه علي كسب القواعد الجماهيرية من خلفهم والتي انكشف افلاس القائمين منها بدليل عجزهم عن حشد الحد الادني الحافظ لماء وجه الاستعراض الاعلامي، ما يعني ان المنشط ولد معزولا حتي من القوي التقليدية الميكانيكية دعك من العداء البائن للقوى الحديثة تجاهه، من منظمات مجتمع مدني مثل الاحزاب والنقابات ومثقفين ومهنيبن وخريجين وطلاب وقد ظهر ذلك جليا في عدم وجود اوراق عمل واعلام محترف وتجليس برتكولي وضيوف VIP وتوصيات مهنية وموضوعية وغيرها العديد من النواقص والنواقض المنوطة بمسمي المؤتمر، سوي انه كان أداة لشرعنة عزل مخالفي الناظر في كيفية ادارة ملف الشرق، وحتي الحكومة المركزية ليست بهكذا غباء سياسي واستراتيجي لتتقبل توصيات حالمة من مولد اركويت المعادي للقوي الحية في الاقليم تلك القوي المفتوحة الخيارات لاقصي السقوف حتي لو استدعي الامر حمل السلاح لذلك من المحال ان يسيسيغ المركز محتويات توصيات اركويت – ان وجدت – ولا يمكن له أن يصدق بان في مقدور ترك أن يقدم له الشرق كوجبة دسمة علي مائدة اركويت،!! لان شوكة حوت التيار الثوري العارم، فهو بالمرصاد الصارم لهكذا ولائم ظلت مضروبة في دارفور والنيل الازرق وبل حتي في وسط البلاد!!ولسنا في حاجة للاستدلال بإفشال حفل تكريم ترك لحميدتي بسنكات بواسطة مجرد #هتاف شابين فقط لا غير # إذن ماذا نتوقع من نتائج ثورية في حالة تحالف الغالبية ضد صفقة مقايضة القضية بهدايا وعطايا ومطايا شخصية !؟. ولعل رب ضارة نافعة، فقد كان مولد أركويت النقطة الفارقة وطلاق البينونة الكبري بين القوى الحديثة ذات الإرادة الجماعية والقوى التقليدية مناط إرادة الفرد، صحيح أن القوى الحية والحديثة في حراك الشرق إستخدمت وسائل تقليدية ولكن لغايات مدنية وكذا أثبتت الممارسة بأن القوى التقليدية تحالفت مع الحداثية لاغراض محدودة وضيقة، لذلك ظلت الفجوة بينهما كبيرة منذ البدايات حتي بلغت الجفوة الحالية، وإن كنت أعتقد شخصيا بان اغلب اسباب الخلاف مقدور عليها لولا الطبع النرجسي للناظر ترك الذي لم يعتاد علي الندية المؤسسية في إدارة العمل العام والسياسي، لذلك فان ما تم من مفاصلة بين قيادات المجلس ظاهرة صحية لاصلاح الحال ونتيجة حتمية لخلافات جوهرية منذ بدايات الحراك، ويعكس مدي تباين مفهوم اي طرف عن ماهية القضية، وعليه نري بانه سوف تختلف شكل ومضمون وطبيعة التحالفات لاي حراك سياسي بالشرق، ولشدة الخلاف قد نشهد تغيرات رادكالية علي جميع المستويات القيادية والسياسية منها والمجتمعية والاهلية وهو ما ستثبته لنا قادم الايام*