الخبير محمود الحبر يرد علي تصرحات والي البحر الاحمر
الخبير محمود الحبر يرد علي تصرحات والي البحر الاحمر
انا لا اعرف الوالي الاستاذ علي ادروب و احييه علي طرحه الامين، ومن واقع المقطع الصوتي اعتقد انه يسعي للمصلحة العامة للولاية، اذ ليس هناك في حديثه ما يدل علي غيره،وزي ما بقولو that said, اريد ان أؤكد معلومة ربما ليست من اختصاص سعادة الوالي المحترم، بان الرغبة في حد ذاتها والتخطيط و الاجتماعات الداخلية كانت او الخارجية بهدف اقامة ميناء بحري لا تتم بالطريقه وبالوسائل التي قمتم بها اخي الوالي
وحتي الزيارات التي تمت لمواني الدولة المشاركة في خطط و تمويل اقامة الميناء و الزيارات الاخري لغيرها من المواني، وتخصصات الوفود جميعها التي قامت بذلك ليس في استطاعتها بأية حال عمل التقييم الفني المطلوب للوصول للميناء المرغوب حسب تصوركم، كما ان اقامة ميناء جديد له متطلبات معروفة عالميا ليس منها ابدا ما قمتم به والذي اعتبره مجرد عمل صحفي وشو اعلامي بعيد عن المهنية لا علاقة له البته بالمتطلبات العديدة للتخطيط لانشاء ميناء تجاري. فليس هناك شيء اسمه، “جانا أسامة داؤود ومعه مواني ابو ظبي وعرضوا علينا انشاء ميناء وكمان محددين الموقع علي البحر الأحمر ابوعمامة للصادرات الزراعية ”
فربما تكون هذه المشاريع من مشاريع أسامة داؤود ذاتها ، وبالمناسبة لا مانع من ذلك للقطاع الخاص ان تم بالطرق الصحيحة المعروفة”
فتحديد الموقع عادة ما يتم من خلال دراسات جدوي تضم مواقع عديدة اخري بمواصفات لكل موقع و الاخذ في الاعتبار باحتياجات الصادرات والواردات السودانية الوطنية جميعها من الاحتياجات المينائية، فليس في تصنيف المواني شي اسمه ميناء للمنتجات الزراعية فقط، فهي اما ضمن محطة حاويات او ميناء تجاري General Cargo.
والسودان محتاج لمواني ربما Multi Purpose Ports الا ان ذلك تحدده دراسات الجدوي اعتمادا علي انواع و أحجام واردات و صادرات السودان والمسافنة و الترانزيت للدول المجاورة,
فلا يمكن لدولة تريد اقامة ميناء او مواني يتم بهذه الطريقة البدائية، بقيام وفود غير متخصصة لا علاقة لها البتة ولا أدني خبرة اقليمية او دولية لهم في تخطيط اقامة المواني او في اعداد العقود الفنية المعقدة لمشاركات مع القطاع الخاص، والدول الأجنبية عادة لا تقدم خدمات اجتماعية للدولة المضيفة بصرف ملايين الدولارات لانشاء ميناء وايهامكم بأنها ستقوم بالتدريب منذ الان قبل التوقيع علي اقامة الميناء وحتي مثل هذه الطلبات لا يجب الحديث عنها بهذه الطريقة ال naiev بل تكون جزء من اتفاقية الشراكة،
كما ان هذه الشراكات المتخصصة ليست من تخصص وزارة العدل ووزارة النقل التي ليس بها أي متخصص واكرر اي متخصص في هذه المجالات وانا مسؤول عن حديثي، كما ان شركات مواني دولة الإمارات بصورة عامة لديها متخصصين اجانب في كل جزئية من عقود شراكات joint ventures وتأجير Leasing Agreements لمواني اخري, و ما حدث في عدن وجيبوتي لخير شاهد علي ذلك ولربما ستكتشفونه بعد فوات الاوان كما حدث لهما، (عدن&جيبوتي) ما ما دفعهم لانهاء هذه الشراكات،
انا لا انتقد او اعيب زي ما بقولو شطارة شركات مواني الإمارات و نشاطاتها الاستثمارية ولكني اعيب علي من يدخل او يبدا الدخول معها في تلك الشراكات المعقدة بدون معرفة وخبرة والتي يعتبرها غير المتخصصين بما فيهم الوالي المحترم، مع كامل احترامي لتخصصه الاداري و الفني كوالي،
وكانها مسألة بسيطة تختزل بحسن نية – كما صرح الوالي – بانهم حيدربوا ويشغلوا اولادنا وكل شي حيكون في مصلحة الولاية و الوطن، فما هكذا تدار المواني!!
انا بالمناسبة مع الشراكات الذكية مع الدول الاخري لانشاء او تشغيل و إدارة المواني وهذا شيء معروف اقليميا مثلا في مصر وحتي السعودية فيما يتعلق بالتشغيل ودوليا كذلك
ولكن احذر كل من يتناول هذا الشأن ذي التخصص المعرفي وبالخبرات الإقليمية والدولية،فعليه ان يعرف بأن اقامة ميناء بحري ليس كاقامة شركة او مشروع زراعي من الممكن تركه لاي سبب طاري وفي اي لحظة بتحويله الي نشاط اخر، لانه استثمار ضخم في الجانب البحري واليابسة علي الارض اضافة لتاثيره السلبي علي مواني الدولة الاخري.
ثم ان مواني بورسودان وسواكن لديها فوائض امتدادات ضخمة غير مستخدمة لاسباب عديدة يمكن معالجتها اذا توفرت النية والرغبة
وقد قمت أثناء وجودي لأربعة أشهر فقط كمستشار لوزارة النقل عن النقل البحري والمواني بحساب ال Port occupancy للميناء الاخضر كمثال لاستخدامه بصورة مؤقتة لمساعدة الميناء الجنوبي لمناولة الحاويات بصورة مؤقتة ولتقليل انتظار سفن الحاويات في ال Anchorage خلال الايام العصيبة التي مر بها وللاسف مازال يمر بها حتي يومنا هذا، حيث وجدت نسبة عالية غير مستخدمة في حدود %60 للمراسي الاربعة التي تشكل الميناء الاخضر وهكذا الامر ربما في الميناء الشمالي.
وفي اعتقادي “وقد ادرجت ذلك في مصفوفة matrex لتطوير الميناء الجنوبي” في ذلك الوقت القصير، بإجراء تعديلات في التشغيل واستكمال المرحلة الثانية للميناء الجنوبي phase two of the Container terminal والمتوفرة مخططاتها لدي الادارة الفنية لهيئة المواني والتي لن تكلف كثيرا لتواجد اعماق طبيعية للبحر فيها، وللاستفادة من منطقة دمادما الهائلة المساحة،
وعليه من المنطقي دعم وتطوير مواني بورسودان وسواكن في المرحلة الحالية لمناولة المنتجات الزراعية المراد اقامة ميناء في ابو عمامة لمناولتها،
واخشي ما اخشي ان يؤدي اقامة ميناء بهذه الطريقة العشوائية الي تدمير ميناء بورسودان بدون الدخول في تفاصيل ذلك. وربما بسبب ان البعض غير المخص في النقل البحري لا يدرك تداعيات ذلك ولا نلومهم علي ذلك فكل له تخصصه الذي نحترمه.
فيا اخي الوالي اعتقد نيتك صادقة فلا تحمل نفسك مسؤولية جسيمة بدون حساب كل مخاطرها التي بالتاكيد ستاتي بنتائج عكسية لنواياكم الطيبة،
فالسودان يحتاج باسرع ما يمكن بالبدء في اعداد دراسة جدوي لوضع المواني السودانية وسبل تطويرها والتخطيط لاقامة مواني حديثة لخدمة الاقتصاد السوداني بصورة عامة عن طريق الدولة والشراكات مع القطاع الخاص السوداني ومع الدول الأجنبية الصديقة.
واخيرا لك شكري وتقديري سعادة الوالي راجيا سعة صدركم لهذه الملاحظات ونحن وانتم نسعي لخدمة شرق السودان الحبيب والوطن العزيز.
الخبير الدولي للمواني/محمود الحبر – مستشار سابق بوزارة النقل