مقالات الرأي

عطاء لتأهيل حكومة فدائية!!

عطاء لتأهيل حكومة فدائية!!

!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

 

*أبوفاطمة احمد أونور*

 

*كثيرا ما يغضبني لؤم الباعوض عندما يصر علي الطنين بلا داعي في أذن الضحية بعد أن يفرغ في العروق نفاياته الجرثومية ويمص الدماء،ولكن قد ضاعف غضبي إكتشافي المحزن، أن مختلف الحكومات السودانية إستلهمت سلوك الباعوضة مستنسخة منها صورة كربونية طبق الأصل،رغم استيفاء المواطن كل رغباتها واشتراطاتها،فعند رجوع المواطن بعد يوم عمل ثقيل، إذ تتوقف فجأة حركة السير مع دوي سارينا مواكب مسئول ما، فلا شك أنها زيادة في اللؤم وإمعان في إزعاج المواطن وإستفزاز مفرط للضحية كما الباعوض ،بعد أن تم مص دمائه بالضرائب ونخاعه بالجبايات وتستورد علي حساب فقره المدقع الفارهات الباهظة الكلفة، وهكذا دأبت كل الحكومات المسماه بالوطنية أن تضخ نفايات أسقام فشلها في جسد المواطن وظلت تبدع فقط في حراق روحه تماما كما الباعوض، فكلاهما أدوات تمكين لأمراض المناطق الحارة !!،والا فكيف لنا أن نتقبل وطنية حكام يمتطون أحدث الموديلات في بلاد لا زالت تستورد حتي الدرداقة، ومواطنها يفتقد لابسط المقومات ويعاني نكد الحياة في المأكل والمشرب والماوي، ومتي ولماذا وكيف سيولد لنا تحدي صناعة العربات ما دمنا نستورد أفخر وآخر الموديلات للمسئولين الحكوميين المنوط بهم تشجيع التطور !!؟؟ وأين ثورية وزير او مسئول يحرص علي حضور كل فعالية خارجية في أقاصي الدنيا من أجل النثريات الدولارية، ولماذا لا يمنع ويحرم مثل هذا الفساد البائن ويستعاض عنه عند الضرورة القصوي بتقنية الفيديو كونفرانس!!؟؟ مع أن نفس هذا المسئول يبعث أضعف مساعديه لتفقد ومواساة أعظم الكوارث الانسانية التي تقع علي الرعية داخل البلاد !!؟؟ لذلك لم نعد نشك بأن الإقتتال علي كراسي الحكم منذ الاستقلال الي يومنا هذا ليس إلا طمعا فؤ لعب دور ضوضاء الباعوضة ومص دماء المسحوقين وتفريغ نقم أحقاد المسئولين في عروق المواطنين، فقد أصبحت غاية المشاركة السياسية من أجل النيل من رغد الحياة المخملية للحاكمين،فلن أنسي إحتقاري لزهو مسئول تنفيذي كبير بفخامة عربته الحكومية وقد كان يستعرض لي شاشة تلفزيونية ملحقة بمقدمة المقاعد الخلفية، ورغم تظاهري بالتفاعل معه إلا أن قلبي كان يتفطر غضبا وألما ويعتصر حزنا علي هكذا دولة فاشلة تفتح نواصي الترف لهكذا مسئولين فاشلين يتقطرون غباءا وانانية بلا أدني وطنية، وذلك بإستيراد هكذا اسراف وترف ديواني بازخ مقابل لا شئ سوي حصاد فشل علي فشل!! وكذا ظلت تسيل في وجدان المواطن جداول الحسرة والأسف كلما يلج مكتبا حكوميا يتكدس بالأثاثات الباذخة المستوردة بما يعادل ريع انتاج مئات الافدنة من حواشات قطن الكادحين أو شحنة سفينة من الثروة الحيوانية التي جاءت بشقاء آلاف الغلابة من المزارعين والرعاة والعاملين، ولأن القدوة الوطنية معدومة لم تتفتق الارادة القيادية والعقلية الادارية للدولة بالتفكير خارج صندوق القيادة الريعية: فمثلا، ما المانع من استبدال الاثاثات الحكومية بكنب وكراسي وطرابيز ومناضد أسمنتية ثابتة عليها وسائد قطنية، بدلا عن استيراد نفايات كونتينرات الاثاث الصينية والماليزية الباهظة الثمن،!!؟؟ وإلا متي تزدهر صناعة الاثاثات الوطنية ويتوقف نزيف العملة الحرة من دون أن يتم إنزال هكذا قدوة فدائية !!؟؟ وعليه فما الذي يمنع من الاعلان عن مزاد وطني لتشكيل حكومة فدائية يتعهد فيها الرئيس ووزراؤه التنقل بالمواصلات العامة لنستغني عن التكاليف الباهظة لأساطيل العربات الحكومية ونتشرف كل صباح عندما ترفع لنا سلفيات حية لوزير مصنقر في كنبة خالص في حافلات الحاج يوسف والكلاكلات والامبدات وهو في كامل زيه الرسمي، وإلا متي ولماذا وكيف بتطور قطاع المواصلات العامة، إذا كان المسئول المنوط ليس لديه تحدي يدفعه لذلك !!؟؟ وهل ستقوم القيامة لو تم إلزام جميع العاملين بالدولة بدءا من البرهان وحميدتي ومرورا برئيس الوزراء الي الخفراء وطلاب الجامعات وتلاميذ المدارس بزي رسمي يصنع 100٪ من القطن السوداني وينتعل الجميع أحزية جلدية من مدابغ ومصانع بلادي !!؟؟ وإلا متي وكيف ولماذا يتوقف تصدير الخامات الثمينة بأبخس الاسعار لتتم إعادة إستيرادها بأضعاف أسعارها وأردأ المواصفات !!؟؟ وأكاد أجزم بأن طرح هكذا عطاء فدائي جدير بتأهلين مقاولين سياسيين أكفاء لقيادة البلاد الي بر الأمان، فهذا المنهج الفدائي الخارج صندوق الفوضي الحالية يعتبر بمثابة غربال واختبار حقيقي للفرز بين من يريد أن يعطي وبين من يريد أن يأخذ، وبين الوطني واللا وطني والانساني واللا إنساني، والفدائي والأناني، ولأننا مللنا ويئسنا من التنظير الشفاهي والجلالات الثورية فان هذا الاعلان يعتبر بمثابة تحدي عملي للمنفستو النظري للاحزاب السودانية ليقتدي الاسلاميون بتضحيات الصحابة، واليساريون بتقشف الرفاق، والطائفيون بزهد شيوخ الصوفية والليبراليون بفدائية مناضليهم !!*

 

*اللهم بلغت فأشهد*

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى