(الفجر) تحاور أول سوداني يحصل على شهادة الغوص التجاري الدولية
الغواص الدولى محمد موسى : نافست ضمن (٣٦) مشارك من شتى أنحاء العالم ، وتمت التصفية إلى (١٤) متنافس، وكنت ضمن (10) حصلوا على العضوية الدولية
أشكر إدارة التدريب وبناء القدرات ومدير الموانئ وكل الذين وقفوا معي حتى حققت هذه البطولة
الغوص من أخطر المهن بعد مهنة رائد الفضاء وخصوصاً الغوص التجاري
يتمدد الساحل الشرقى للبحر الاحمر بمحازاة السودان على أكثر من (750) كيلومتر ويزخر بتنوع حيوي فريد وواعد بالاستثمارات في مجال الاقتصاد الأزرق , وعليه عدد من الموانئ المحورية القابلة للتوسع في نشاطها بالإضافة إلى عدد من المرافئ الصالحة لقيام موانئ جديدة عليها ، وخير شاهد على محورية الموانئ السودانية وأهميتها التطلعات والمطامع الإقليمية والدولية في الساحل السوداني .
ومن جانب آخر يحتضن السودان أطول انهار الدنيا وهو نهر النيل الذي يشق البلاد من أقصاها إلى أقصاها .. ومع هذه المياه الوفيرة من عذب فرات وملح أجاج ، وما يمكن أن ينبني عليها من استثمارات .. ورغم هذا وذاك مازالت مهنة الغطس بشكل احترافي محدودة في السودان ، ولكن مؤخرا حصل الغطاس السوداني محمد موسى على أول شهادة في الغطس الدولي التجاري .. فما هو الغطس التجاري ؟؟ وما الذى يمكن أن يقدمه الغطاس في مجال الاقتصاد الأزرق؟؟ وكيف حصل الغطاس محمد موسى على هذه الشهادة الدولية كأول سوداني يفعل ذلك .. هذا وغيره ما يجيب عليه الغطاس محمد موسى في هذا الحوار ..
– أولا من هو محمد موسى ؟
أنا موسى أحمد قادف التحقت بالدفاع المدنى هيئة المواني البحرية في العام ٢٠٠٨م ، وفور التحاقي دخلت مجال الإنقاذ البحري ثم قائداً لعمليات الغوص ، وبعدها تلقيت أكثر من دورة تخصصية في مجال الغوص ثم التحقت بمجال المواني البترولية ۔۔ ثم تخصصت في هذا المجال مجال الغوص البحري …
– مؤخراً عدت من جنوب أفريقيا وأنت تحمل صفة غواص دولي ، ماذا فعلت هناك ، وكيف حصلت على هذه الصفة ؟
ما حصلت علية هناك هو التخصص في مجال مختلف يطلق علية ( الغوص التجاري) ،، وللوصول إلى هذا المجال الأمر يقتضى المرور بعدة مراحل للتأهُل لهذا التخصص ، بجانب شروط تتمثل في صفات بدنية واجتياز عدد من الكورسات والدورات المؤهلة للغوص التجاري .. وبحمد الله اجتزت كل ذلك بدورات تأهيلية في عدد من الدول هي (( مصر ، السعودية، غانا)) .. ومررت بكل هذه الدورات لأصل لدولة جنوب إفريقيا.
ويستطرد محمد موسى في حديثه ليصف : في جنوب أفريقيا شاركت فيما يسمى مدرسة ( سي – دوق ) الدولية وعبر هذه البطولة يمنح المشارك شهادة عضوية وشهادة بطولة “الايمكا ” الدولية وهي تمنح فقط في جنوب افريقيا .
– صف لنا المشاركة فى جنوب إفريقيا ؟؟
كان هنالك حوالي (٣٦) مشارك من شتى أنحاء العالم وكنت السوداني الأول والوحيد الذي يشارك في هذه البطولة ، وتمت التصفية إلى (١٤) متنافس وكنت العاشر.. في المرحلة الأخيرة كانت المنافسة للـ( ١٤) لنيل العضوية ، وبحمد الله نافست وأصبحت ضمن (10) حصلوا على العضوية الدولية ، وكانت المشاركة باسم السودان ، وأصبحت بذلك أول سوداني يحصل على العضوية الدولية للغوص التجاري.
= كيف ذهبت إلى هذه المنافسة، هل ذهبت بمفردك ام ابتعثتك المواني .. وكيف بدأت قصة المشاركة ؟؟
طبعا من حق أي غواص في العالم المنافسة للحصول على هذه الشهادة .. أما بالنسبة لي فقد تقدمت بطلب لهيئة المواني البحرية للذهاب إلى هذا الكورس الذي يؤهل لهذه الشهادة الدولية والذي ينظم لجميع غواصي العالم كل عدة سنوات فى جنوب افريقيا فقط جنوب أفريقيا وليس أي مكان آخر ، وذلك عقب عودتي من مصر بعد المشاركة مع غواصين من الدفاع المدني في بطولة الشرق الأوسط وحصلنا كمجموعة على مراتب متقدمة باسم هيئة المواني البحرية ، عقب العودة ساورتني فكرة المنافسة في جنوب أفريقيا للحصول على الشهادة الدولية .
– ثم ماذا بعد ؟؟
بعد ذلك تقدمت بطلب لهيئة المواني البحرية كما قلت ، وكان حينها مدير المواني الدكتور عصام الدين حسابو ، وطلبت الذهاب على نفقتي الخاصة ، والمواني مشكورة تكفلت برسوم الدورة ، وأنا تحملت بقية النفقات واشكر إدارة التدريب وبناء القدرات و مدير الموانئ حينها الدكتور عصام حسابو وكل الذين وقفوا معي حتى وصلت هناك ودخلت المنافسة ، والاختبارات الأولية لوحدها استغرقت شهرا كاملا ثم كانت المنافسة .
= من تواصل وتفاعل معك عقب الحصول على هذه الشهادة الدولية ؟؟
تواصلت معي صحيفة واكب وأبناء بورتسودان عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبعض الفضائيات عقب عودتى .
= وماذا عن الجهات الرسمية ؟؟
في تلك الأيام كان هنالك اضطراب سياسي وتغيير للسفراء ، و(كيب تاون) بجنوب أفريقيا مدينة بعيدة جدا لذا لم يحدث تفاعل من الجهات الرسمية .
طيب .. ما الذي يمكن أن يضيفه هذا الانجاز لهيئة الموانئ البحرية وللبلاد ككل خصوصا وأنت أول سوداني يحصل على شهادة الغوص التجاري الدولية ؟؟
هذا المجال مجال اقتصادي والغطاس التجاري بالنسبة للموانئ يعمل في مجال الموانئ الناقلة للمواد البترولية مثل بشائر(۱) وبشائر (2) وغيرها من المشروعات القادمة والغواص التجاري يعتبر المفتاح الأول في مثل هذا العمل ، وهو الذي يؤمن العمل تحت الماء وكل العمل الخارج الشاطئ، والمواني الآن لديها حوالي (6) غواصين ، ولكن هنالك أجانب يدعمون العمل يحملون نفس الشهادة التي حصلت من جنوب أفريقيا بجانب مجالات أقل مختلفة.
= حتى يتوفر مجال الغوص التجاري بقدر كافي يدعم الاقتصاد السوداني .. بعد حوضك لهذه التجربة بماذا توصي ؟؟
نعم .. هيئة المواني البحرية تعمل حالياً في هذا المجال ولكن ليس بالتوسع والاحترافية التي توازی حجم هيئة المواني البحرية ودورها الاقتصادي ، ولذلك أعتقد مطلوب من هيئة الموانئ البحرية تأهيل غواصين شباب لضمان التشغيل الجيد لمواني نقل المواد البترولية بكوادر سودانية والمشروعات الأخرى من لنشات وطقات وموانئ البترول ، اذ يجب على أقل تقدير تأهیل (7) غواصين في مجال الغوص التجاري وهؤلاء عندما ينالوا العضوية الدولية سيفيدون البلاد ويحققون الكثير في مجالات التأمين والتشريعات القانونية وغيرها.. ويمكن للغواص التجاري تنفيذ مشروعات في دول اخرى مجاورة والان هنالك هنود سيعملون في تنفيذ رصيف ميناء الخير وهذا عمل يحتاج الى الغوص التجاري .
= في تقديرك ولتقوم الموانئ بتأهيل المزيد من الغواصين في المجال التجاري من أين بدأ ؟؟
أولا يجب ان يتشبع المسئولون بالفكرة ويؤمنون بها ، وليتم ذلك لابد من presentation أي عرض توضیحی خاص بالغوص التجاري، ومن ثم لابد من صفات و مواصفات للغواص وشروط بدنية ونفسية وتأهيل يتوفر فيهم من رغبة وشجاعة وروح منافسة فالغوص من أخطر المهن بعد مهنة رائد الفضاء وخصوصاً الغوص التجاري وبعد ذلك يمكن أن يدخل عدد من الغواصين لدائرة التنافس والتأهيل لما تطلبه مدرسة الغوص .
في كلمة أخيرة. ماذا تقول ؟؟
أنبه إلى ضرورة اهتمام هيئة المواني البحرية بجانب الغوص التجاري لأنه مجال اقتصادي حيوي وحتما سيضيف الكثير لهيئة المواني البحرية .