مقالات الرأي
أخر الأخبار

أنفاس الفجر : عوض البارئ محمد طه يكتب : المؤتمر الاقتصادى للولاية بين (الإنتقال ) و (الاحتقان)

أنفاس الفجر

عوض البارئ محمد طه

المؤتمر الاقتصادى للولاية بين (الإنتقال ) و (الاحتقان)

 

على قدم وساق تجري الإستعدادات بولاية البحر الأحمر لتنظيم مؤتمر إقتصادي هو الأول من نوعه بالولاية بعد ثورة ديسمبر المجيدة ، وهو بلا شك حدث مختلف في ولاية البحر الأحمر التي ظلت في حالة من الإحتقان السياسي والصراع القبلي الدموي العنيف منذ إنتصار الثورة .

ففي زمان التحول الديمقراطي والإنتقال السياسي ظلت ولاية البحر الأحمر عنواناً للإحتقان السياسي ، وأبان ثورة ديسمبر المجيدة وحتى قبيل فض الإعتصام المشؤوم كانت ولاية البحر الأحمر تعيش حراك الثورة بكل سلميته بل أن شرارة الخبز التي انطلقت يوم (18) ديسمبر بولاية البحر الأحمر في العام 2018م أبان عهد الوالي الهادي محمد علي آخر ولاة العهد البائد بالولاية تزامنت مع زيارة للمخلوع هي الأخيرة لولاية البحر الأحمر ، ومنذ ذلك اليوم انتظم الحراك يعلو ويهبط حتى كان اعتصام الفرقة (101) متزامناً مع اعتصام القيادة العامة بتاريخ 6/ابريل/2019م كل هذا ولم ترق في ولاية البحر الاحمر قطرة دم واحدة ولا حتى في معتقلات الأمن التي كانت تعج بالمناضلين ، وحتى الذين تم ترحيلهم لجهاز الأمن بموقف شندي أو غيره من مقار الأمن ودهاليزه الكثيرة وبيوت أشباحه المتعددة لم نفقد منهم شخصاً واحداً وعادوا بسلام ، ولكن بعد انتصار الثورة تحولت ولاية البحر الاحمر الي ولاية ( للموت الاحمر) وتفجر الإقتتال الدموي القبلي القبيح بين مكوناتها الأثنية وتكرر عدة مرات وخلَف ما خلَف من القتلى والجرحى والجراح الإجتماعية العميقة علاوة على الخسائر المادية والمعنوية المهولة..

ان كل الذي تحدثنا عنه يبدو كمشكلات قبلية أو سياسية أو إجتماعية ولكن جزوره إقتصادية بحته وهذا التشخيص ليس من عندي وإنما قالت به لجنة مبادرات التعايش السلمي التي كونها والي البحر الاحمر المهندس عبدالله شنقراي ، وكانت حاضنتها العلمية جامعة البحر الأحمر وفي قيادتها علماء من جامعة البحر الأحمر .. ولذلك فليس غريباً ان تأتي مبادرة عقد المؤتمر الاقتصادي لولاية البحر الاحمر من رابطة خريجي جامعة البحر الاحمر ، ولعل في السرد أعلاه رد مباشر على التساؤلات المشروعة عن التوقيت وعن قيام المؤتمر في هذا الوقت الذي تعيش فيه الولاية أجواء من الإحتقان السياسي الذي تمدد الى كل السودان بعد قفل شرايين الإقتصاد السوداني هنا في ولاية البحر الاحمر .

ان الذي يجري بولاية البحر الاحمر أعراض سياسية وإجتماعية لمرض إقتصادي مزمن يعود تاريخه لبواكير الاستقلال منذ ان تكون مؤتمر البجا في العام 1958م وظل يتحدث عن الظلم التنموي والقسمة الضيزى في الموارد وعدم العدالة في التنمية ، وما زال الشرق وفي مقدمته ولاية البحر الاحمر ينتج الذهب ويستوطنه الدرن !!!.

وإنطلاقاً من هذا فيجب ان يركز المؤتمر على معالجة مشكلات الشرق الاقتصادية اكثر من ان يكون مؤتمراً ترويجياً او صورياً لتحسين الصورة الذهنية لولاية البحر الاحمر والتي ظلت منذ انتصار الثورة تتسم في مخيلة الشعب السوداني والمحيط الاقليمي والدولي بالصراع والاقتتال والاحتقان ، وفي بيان دول الترويكا الاخير خير دليل على هذا ، وان كان تحسين الصورة الذهنية للولاية مطلوب والسودان موعود بإستثمارات ومؤتمرات للمانحين بعد أن عاد الى حضن الأسرة الدولية بعد غياب دام لأكثر من ثلاثين عاماً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى