أخبار محلية
أخر الأخبار

أنفاس الفجر  : عوض الباري محمد طه يكتب : مشاهد وشواهد في 19 / ديسمبر

أنفاس الفجر  : عوض الباري محمد طه يكتب

مشاهد وشواهد في 19 / ديسمبر

 

أثبتت مواكب 19/ ديسمبر ان البرهان عندما قام بانقلابه في 25 اكتوبر من العام الجاري 2021م لم يصحح المسار كما قال ، بل انه قد ” قللبها” فوق رأسه ورأس مناصريه من العسكر والمدنيين ..!! وثبت الآن جليا أكثر من أي وقت مضى ان الذين زينوا له الفكرة سواء على مستوى الداخل او الخارج كانت حساباتهم خاطئة ليس في عدم اخذ الشارع السوداني في الإعتبار ضمن المعادلة السياسية فحسب ، وانما عدم تقدير الوعي القومي العام الذي تشكل بعد ثورة ديسمبر المجيدة ، ولذلك بهُت وصمت الذين تولوا كبر المؤامرة وفي مقدمتهم ( التوم هجو ) الذي انتحر سياسيا بحسابات أقل ما توصف به إنها غيبية مثله مثل قادة الانقاذ الذين خرجوا من المشهد نهائيا ، وحتى ما كان يسمونه ” بالزحف الاخضر ” والمواكب التي يسيرونها بين الحين والاخر اختفت وابتلعها طوفان الشعب السوداني ، باحتلاله للشارع العريض بلا منازع ,, فأين ” شارع حميدتي ” الذي هدد به الشارع السوداني قبيل الانقلاب ؟؟ حينما كان يهدد بقوله : ” ماتهددونا بالشارع .. نحن ذاتنا عندنا شارع ” !!!! بل اين (الاربعين ) او (خمسين ) فصيل التي قالوا انهم جمعوها في قاعة الصداقة يوم 18 / ديسمبر قبيل مواكب ذكرى الثورة بساعات وتواثقت ووقعت على ميثاق شركة لاسناد اتفاق ” حمدوك والبرهان ” ذلك المولود السفاح للانقلاب المشؤوم ..؟؟!

المفارقة المدهشة والغريبة ان بعض الفضائيات السودانية كانت تتحدث في يوم 19// ديسمبر عن ذكرى الثورة ، وبثت صورا لمواكب ثورة ديسمبر التي اسقطت الطاغية البشير واخذته الى مزبلة التاريخ يحدث ذلك في ذات الوقت الذى تواجه فيه حكومة لجنة البشير الامنية الانقلابية بقيادة البرهان نفس الثوار بقفل الجسور والطرق ونشر الشرطة والجيش في الشوارع واستخدام الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية في عنف مفرط ادى الى استشهاد ثائرين واصابة العشرات بحسب مصادر طبية في نفس يوم 19 / ديسمبر 2021م ..!! أو بحسب عضوة النقابة، إحسان فقيري، فى تصريحها لموقع “سكاي نيوز عربية” .

فالفضائيات السودانية الرسمية التي سيطر عليها الانقلابيون تحتفل بذكرى الثورة والثورة مستمرة في مواجهة من يحتفلون بها ! ويا لها من مفارقة غريبه ، أى إن الثوار يحيون ذكرى الثورة بمواجهة من يدعون الاحتفال بالثورة .!!

ورغم ان الامر يبدو غريبا ولكنه مشهد طبيعي في الدكتاتوريات التي تغالط الواقع بعقليتها الاقرب الى الاعاقة الذهنية !

اما المشهد الثاني فقد كان في محيط القصر الرئاسى واعاد للاذهان ذكرى اعتصام ( الموز ) المصنوع الذي مهد للانقلاب وتوجه الثوار نحو القصر لمناهضته ومواجهة الانقلاب ، فكيف وصل أولئك وهؤلاء إلى القصر ؟؟؟؟؟

الذين وصلوا الى القصر لمواجهة الإنقلاب وصلوه وهم يتحدون الحواجز الامنية ويفتحون الجسور المغلقة عنوة ويواجهون القمع باستخدام القوة المفرطة والعنف المفرط من الاجهزة الامنية بل ان القوات الامنية كانت تستخدم الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية كعنف مفرط .. فالبمبان والقنابل الصوتية عادة تطلق في الهواء لتفريق المتظاهرين ، ولكن القوات الامنية بحسب شهود عيان كانت تستهدف بها اجساد المتظاهرين أي ترجمهم بها !!!! لان اطلاق الرصاص الحي اصبح مرصودا وموثقا توثقه لجنة الاطباء المركزية ويشاهده العالم ويضاف الى سجلات جرائم سابقة مثل جرائم فض الاعتصام ، وليس سرا ان ملف فض الاعتصام واحد من دوافع الانقلاب .. وان لم يكن المجلس العسكري الذي كان يمسك بملف السلطة منفردا حينها وجه مباشرة بفض الاعتصام فإن الامر تم وكان المجلس حينها هو المسؤول عن البلاد وحكومتها وامنها وعليه مسؤولية تحديد من فض الاعتصام ، فالاعتصام ارتكبت جريمة فضه قوات سودانية ولم تأتى قوات من كوكب المريخ لتقوم بذلك ، ومن قام بذلك خطط واعد وجهز الازياء والسلاح وحدد التوقيت .. ام ان الامر ليس كذلك ياكباشي ؟؟ وعبارة ” حدث ما حدث ” ليس كافية ، اذ لا بد من تحديد كيف حدث ؟؟ ولماذا حدث ؟؟ ومن احدثه ؟؟ فالامر مسؤولية جنائية وقانونية وليس فلسفة في المنابر والمؤتمرات الصحفية .. هذه دماء سالت وشباب يُفع قُتلوا واسر فقدت معيلها ونساء ترملن ، وجثث القيت في النيل ، ومفقودين لم يعرف طريقهم حتى الان وخيام أحرقت ، والحق لا يسقط بالتقادم .. ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى