مقالات الرأي

جرعة ما قبل المليونية !! كتب : أبوفاطمة أحمد اونور

جرعة ما قبل المليونية!! كتب : أبوفاطمة أحمد اونور

 

*جل الشعب السوداني كان يتفاعل ويتفاءل مع جدول مظاهرات ثورة ديسمبر بحسبها ضد القهر والظلم والإستبداد والفساد الإنقاذي الجاثم لحوالي 30 سنة عجاف،وقد تفهم الشعب حينها إختفاء قيادات الثورة عن النجومية خشية من الترصد الأمني القاهر، ورغم أن المظاهرات تعطل حركة ومصالح الكثيرين الا أنها كانت مرحب بها عشما في إزاحة الأذي الانقاذي*

 

*وهذه المقدمة تمهيدا لطرح حزمة تساؤلات بديهية بعد أن تعاظم عندي غموضها خاصة بعيد مشاهدتي لفيديوهات هاجم فيها متظاهرون عددا من قيادات من قحت تم طردهم من ميادين التظاهر أذكر منهم ابراهيم الشيخ & خالد سلك وربما هنالك غيرهم، ورغم اختلافي مع القحاتة الا أن الامر يتطلب الوقوف عند الحدث للتحليل:*

 

*وقبل الخوض في عمق التساؤلات نؤكد بأن الشعب السوداني جبل علي الحرية ومن المحال أن تتحكم فيه ديكتاتورية عسكرية بدليل أن كل الانظمة العسكرية قوبلت بمعارضة مسلحة باسلة مهدت لاضعاف الشموليات ومن ثم ادت لتأليب الشارع عليها حتي سقطت لذلك لا سبيل لعودة نظام عسكري يتحكم في مصير هذا الشعب المفطور علي الحرية والسلام والعدالة*

 

*وعليه فيما يخص طرد قادة قحت من ميادين التظاهر فياتري من هم قادة المظاهرات الحالية أذا كان القحاتة ليسو ضمن كابينتها!!؟*

 

*ولماذا يتخفي قادتها رغم ان غبينة البطش الامني الحالي ليست بفظاظة الانقاذ بطبيعة الحال؟*

 

*وما هي اهداف هذه المظاهرات الضاغطة بعنف علي الشعب المحتضر بدلا عن الضغط علي خصومها من العسكر!!؟؟*

 

*وهل اجري مخططوها مسوحات ميدانية للتعرف علي مدي سندها الشعبي ومقبولية خطواتها!!؟؟*

 

*ام أن تأجيجها قائم علي مجرد افتراض مسبق عن ثبات الطرب الثوري لدي الشعب مثلما كان الشحن ضد النظام البائد!!؟؟*

 

*ألا يري المتظاهرون خطورة كبيرة في تخفي وتغيب قادتها بحسب ذلك يعفيهم لاحقا من اي مسئولية سياسية مباشرة تجاه الضحايا كما حدث لضحايا فض الاعتصام الذين اصبحت ذكراهم مجرد بسملة افتتاحية رتيبة في خطابات وبيانات كل من يريد تسلق الثورة!!؟؟*

 

*لماذا لا نجد تصعيد رموز قيادية من داخل رحم المعاناة تمهيدا لخلافة حمدوك الذي انخدع فيه الجميع…بدءا بالقحاتة والشعب وحتي العسكر وكأنه مديون للخذلان!!؟؟*

 

*فهل سيتفاجأ الثوار وتفجع البلاد بحمدوك آخر مجهول الهوي والهوية يختطف الجهد الثوري للمتظاهرين!!؟؟*

 

*ألا يلاحظ المتظاهرون بانهم يسوقون الثورة لحتفها وتمسيخها بإكثار طلة التتريس المعيقة لمصالح العباد والبلاد في ظل طفح الضجر الشعبي من التصعيد غير المبرر ومن دون هدي ورشد سياسي وفي ظل دولة ذات تعقيدات جمة مهددة في بقائها اكثر من اي وقت مضي!!؟؟*

 

*في خضم استمرار التظاهرات برادكالية الشحن الثوري المتطرف ضد العسكر، فهل لقادة الثوار خطوط استراتيجية حمراء وفواصل وطنية صفراء ينبغي عدم تجاوزها علي الاقل علي مستوي الخطاب الاعلامي للفصل بين حدود الإذلال والإجلال للقطاع العسكري الذي يعتبر أهم ركيزة يقوم عليها مصطلح الدولة في كل المعاجم القديمة والحديثة!!؟؟*

 

*ألا يدرك المتظاهرون خطورة ما يفند نهجهم الديمقراطي عمليا عندما يتبني العسكر الدعوة للانتخابات والثوار يرفضونها كمفارقة غير مسبوقة في التاريخ السياسي تدحض دعاوي المتظاهرين!!؟؟*

 

*نرجو ان لا ينخدع الشباب بفزاعة وأكذوبة ان الانتخابات المبكرة ستاتي بالكيزان!! لان الكوزنة بمفهومها الفكري والراديكالي قد انتهت مع مفاصلة ال3 تسعات بين الاسلاميين (1999م) بدليل إستبدال فيالق المجاهدين بالجنجويد وخاصة بعيد انفجار تمرد دارفور(2003م) ولكن اي تاخير للانتخابات يصب في صالح الكوزنة لان التسفية الجاري للثورة عبر التتريس والتظاهر المدمر قطعا يحد من سخط الجمهور علي الكيزان إن لم يبعث الحنين لعهدهم لان طبيعة النفس البشرية مجبولة علي مضض الرضوخ للمر تهربا من الأمر منه، ويؤيد ذلك هتاف الجماهير بعودة الفريق عبود (ضيعناك وضعنا معاك) في ظل الديمقراطية الثانية فإذا كان هكذا ضجر شعبي وقع ضد حكومة منتخبة فما المبرر للتمسك بحكومة انتقالية صارت وبالا علي البلاد وعجز الجميع عن العبور بها الي بر الانتخابات!!؟؟*

 

*صحيح أن الانتخابات تحتاج لاعداد مبكر من احصاء سكاني وقوانين منظمة عبر مفوضية محايدة ولكن فليعلم الشباب المغرر بهم في التظاهرات الجارية بان اي تاخير وتعكير للفترة الانتقالية المنوطة برعاية ترتيبات الانتخابات حتما سيستفيد منها الكيزان بالتأصيل والترويج لانفسهم لا بالخيال الشاعري لمنظري شعارات الثوار وانما بواقع الحال المزري والمعاش والمكشوف المآرب عن من يحلمون بتجيير وتمديد الفترة الانتقالية الي مالانهاية الي حين تغيير وتكوين اجيال واحزاب جديدة!!*

 

*نرجو ان يدرك ويتفهم ويحترم شبابنا الثائر تعقيدات المجتمع السوداني الذي جل بنادره وكل اريافه تقبع تحت خط الفقر وتخضع لزعامات تقليدية حزبية وطائفية واهلية ليس من السهل إنقيادها لأماني نخب أكاديمية حالمة بديمقراطية مثالية لم تبلغها اوربا نفسها بين ليلة وضحاها وانما بعد قرون من النكسات والثورات ودوامة انقسامات اميبية عديدة لامبراطوريات عريضة وعريقة!!*

 

*وعليه فاذا كنا نعتبر بالتاريخ ونهتدي بالواقع فلندرك تماما باننا مجرد سفينة ديمقراطية تبحر بشراع مهترئ في محيط شمولي هائج تكاد أن تبتلعنا أمواجه وحتما سنغرق جميعا ونتفرق في لجتها مالم نذعن للحكمة بتوافق الربان والركبان!!*

 

*اللهم بلغت فاشهد*

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى