أخبار محلية

قبل المغيب – دكتور عبدالملك النعيم احمد – دولة الجنوب وعض اليد..


.
……………………….
في الأخبار أن دولة جنوب السودان قد إستدعت سفير جمهورية السودان في عاصمتها جوبا وسبب الإستدعاء هو آحتجاج حكومة الجنوب علي معاملة الجيش القومي لبعض الخونة والعملاء من منسوبي دولة الجنوب مع المليشيا المتمردة التي انتهكت الأرض والعرض في السودان..حكومة الجنوب ذهبت ابعد من ذلك عندما طالبت بأن تكون جزءاً من لجنة جنوبية تجوب مدن السودان وقراه لتتفقد أبنائها العملاء والمرتزقة ممن كان يعملون مع المليشيا بغرض حمايتهم والدفاع عنهم في مزايدة واضحة بأن منسوبيها الموجودين في السودان لم يشاركوا في هذه الحرب كمرتزقة…حكومة الجنوب التي اعلنت هذا الانحياز التام للمليشيا علي حساب الجيش القومي وعلي حساب المواطن السوداني الذي دفع ثمناً غالياً في هذه الحرب وفي هذا التوقيت إذ هي تثير قضية أبيي مرة أخري رغم هدوء الأحوال فيها ورغم ان مواطنيها بمن فيهم دينكا نقوك هم مواطنين سودانيين وهذه من نكبات ما سميت باتفاقية السلام بنيفاشا مع نكبة ما عرف بالمناطق الثلاث بجنوب كردفان والنيل الأزرق وهذا موضوع سبق أن كتبنا فيه، تريد حكومة الجنوب بإثارة تلك القضية أن تبرر مشاركة اي جنوبي في هذه الحرب حتي إن كان حليفاً وداعما للتمرد..
في تقديري أن دولة الجنوب هي نفسها كدولة وحكومة لم تكن بريئة أو بعيدة عن دعم المليشيا وهذه الفرضية معلومة بالضرورة لكل متابع لمجريات هذه الحرب وما فتح حدودها المشتركة مع السودان وهي واسعة وممتعة مئات الكيلومترات ودخول العتاد للمتمردين إلي المناطق التي يسيطر عليها حليفها والضابط في صفوف جيشها والمتمرد علي حكومة السودان عبدالعزيز الحلو في ولاية جنوب كردفان إلا مثالا واحدا لهذا الدعم الذي تقدمه للمليشيا المتمردة
واضح أن دعم حكومة الجنوب للمتمرد حميدتي منذ استضافة ورعاية اتفاق جوبا للسلام قد قوي العلاقة اكثر وربما شعرت دولة الجنوب بأن هناك ديناً علي رقبتها للمتمرد حميدتي ومليشياته أرادت أن ترده له عبر ترديد اسطوانة أن الجيش القومي هو من بدأ الحرب وأنه هو من إنتهك حق ألمواطن وهذه أحاديث لا تروق لمن في رأسه عقل لأن المواطن وخلال هذه الحرب يحتمي بالجيش من بطش المليشيا….حسناً شهد العالم الآن وبكل مؤسساته أن مليشيا الدعم السريع هي منظمة إرهابية ويجب محاسبتها وفرض عقوبات علي قياداتها…كل العالم الا دولة الجنوب التي ظلت علي الدوام تعض اليد التي امتدت اليها وجعلتها تكون دولة ذات سيادة….حكومة الجنوب لم تفرح ولم تهنئ بإستعادة مدني وإنما بدأت تبحث عن ما تراه مخالفات للجيش في معاقبة الخونة والعملاء خاصة من منسوبيها..
لا أحد ينادي بمعاقبة الكل بجرائم أفراد ولا أحد ينادي بإنتهاك القانون كما فعلت المليشيات….فالعقاب يجب أن يكون وفق القانون وبحجم الجريمة والمحاكمات العادلة لمن يثبت جرمه…ولكن بالطبع هذا شأن داخلي وسيادي لا يجب لأي دولة أن تتدخل فيه..
بالأمس القريب وافقت حكومة السودان علي انسياب تدفق النفط المشترك مع دولة الجنوب تقديراً لظروف الأخيرة الإقتصادية فكانت المكافأة من الجنوب أن أثارت قضايا أقل ما توصف به أنها لا أخلاقية وتمثل اعلي درجات نكران الجميل…
تم عرض فيديوهات فيها مجموعة من منسوبي دولة الجنوب يشاركون في عمليات الزراعة كمواطنين لهم كامل الحقوق وعليهم واجبات…كما تم عرض فيديوهات أخري لمواطنين من دولة الجنوب يحملون الكلاشات ويركبون تاتشرات الدعم السريع ومليشياته المتمردة في وجه المواطن السودان بالإضافة لعدد كبير من أسري المعارك…فهذا يعني أن العقوبة والادانة هنا لأشخاص شاركوا في الحرب كعملاء ومرتزقة بغض النظر عن جنسياتهم او قبائلهم حتي السودانيين الذين تعاونوا مع الدعم ألسريع ضد الوطن سيلقون عقابهم وفق القانون….أما آن لحكومة الجنوب أن ترد ولو قليلا من فضل الدولة الأم عليها بدلا من عض اليد التي امتدت إليها ورعتها حتي صارت دولة…؟؟؟



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى