أخبار محلية
أخر الأخبار

الدكتور عبد الكريم إبراهيم : يكتب :  سلسلة أحداث الحميرة الدامية 5 من 10

سلسلة أحداث الحميرة الدامية 5 من 10

 

 

 

✍️الدكتور عبد الكريم إبراهيم

أبو آمنة الفضلاوي

 

 

🔘إضاءات حول قبيلة بني فضل التي شهدت مناطقها احداث مجزرة الحميرة :

═════❁إضاءات❁═════

تعتبر قبيلة بني فضل من القبائل العربية التي دخلت السودان قبل آلاف السنين مثلها ومثل جميع القبائل العربية التي هاجرت مابين الأقطار حيث دخلت عبر شمال وشرق السودان أيام الهجرة الأولى قبل فجر الإسلام وازدادت بعد بزوغ فجر الإسلام إلى بلاد السودان وأفريقيا وهي من القبائل التي دخلت من جزيرة العرب إلى السودان بمنفذ غرب السودان واتخذته منفذ هجرة إلى مناطق السودان وبقية افريقيا و عبر مصر وشمال السودان وشرقه كان دخولها إلى إلى السودان ثم اتخذت هجرات متعددة وعكسية حيث استقرت في دارفور وكردفان والنيل الابيض وسنار والجزيرة الي يومنا هذا

تكمن كثافة وثقل القبيلة في شمال وشرق دارفور بمناطق مثل( ساني كرو وأبيض أم شنقة والضعين التي تعتبر بها ثلاثة عموديات تشكل ثقل القبيلة لامتدادها الذي يشمل عدد من القري والمناطق يصل تعداد قاطنيها ذهاء المئة الف نسمة وايضا هنالك غرب كردفان والتي تاتي في المرتبة الثانية حيث التعداد والمناطق وبها شرتاوية وعمودية وعشرات المناطق أما جنوب كردفان تاتي ثالثا من حيث القري والمناطق تليها سنار والنيل الابيض ومن ثم ولاية الجزيرة ونهر النيل والبحر الأحمر اما المدن الكبري التي تمثل العمود الفقري لمجلس شوري القبيلة من حيث الروابط والدوائر القاعدية هي الفاشر وام كدادة والضعين وابو كارنكا وابيض ام شنقة وسنار ومناطق الزرنخ والنهود والفولة ودبنقا والأبيض ومناطق قليصة وأيك وسنار ودار عقيل هذه المناطق التي ذكرناها اعلاه تعتبر العمود الفقري لمجلس شوري القبيلة لوجود المجالس القاعدية بها اضافتا لروابط القبيلة المنتشرة في تلك البقاع اما الثقل الثاني الذي يعتبر مسار حديث السلسلة والمرتبط بالاحداث الدامية التي شهدتها منطقة الحميرة هي مناطق وسط كردفان حيث تشمل هذه المناطق امتداد القبيلة من حيث التعداد والقري التي تمتد من ابوشاريحة ودبنقا والحميرات ومناطق شمال النهود منطقة فوجا وود شعيفون وابو ظبي وغرب النهود منطقة ود الحليو وود نديان وعيال عريبي وماحول هذه المناطق من قرى

(تاريخ دخول العرب السودان) كما أن بعض المعلومات أخذتها من المؤرخين شفاهة قبل أكثر من ثلاثة سنين أمثال الأستاذ محمد ادم من سنار والشيخ الرحيمة محمد النور متعهم الله بالصحة والعافية وآخرين؛ كذلك راجع منشورات وتآليف الدكتور حمدون حمدان كباشي متاحة على الإنترنت أيضا فبني فضل قبيلة عريقة مستقلة منتشرة في بقاع السودان لذلك بطل إدعاء أنها فخذ أو بطن من قبائل دار حمر لأن الفخذ والبطن فيما أعلم هي من مكونات القبيلة ويكذب هذا الإطلاق المؤرخون قاطبة وواقع انتشارها في بقاع السودان وإنما هي أكثر القبائل انتشارا وتعايشا وتصاهرا فتجدها في غرب السودان ذات تعايش وتصاهر مع قبائل المنطقة

وفي كردفان الكبرى أيضا وفي سنار اليعقوباب أحد أفخاذ هذه العشيرة وفي الجزيرة والنيل الأبيض والأزرق ونهر النيل قرية الفاضلاب غرب عطبرة ٥٠كم تقريبا حتى ظن البعض أنها من أفخاذ الجعليين والفاضلاب لهم ارتباط أسرى ونسب وثيق مع مؤلف كتاب طبقات ود ضيف الله الفضلابي الذي أرخ أكثر ما أرخ لقبيل بني فضل وذكر إعلامهم

 

ويذكر أن من القبائل التي أخذت هجرة مشابهة لبنى فضل وبعض قبائل دار حمر أيضا و (قبيلة المناصير أو المناصرة) التي سوف نفرد لها حلقة بإذن الله منفصلة لأنها قد طالتها أيدي المتفلتين والسراق في منطقة ( أم خشمين) غرب كردفان

 

ما علاقة قبيلة بني فضل بمنطقة أبو شاريحة والحميرات؟

بعد أن استقر بهم المقام في غرب السودان إلا ان نشبت حروب في سلطنة دارفور وتغيير نظام الحكم في السلطنة و التي أجبر بعض القبائل برحلة العودة والنزوح نحو شمال السودان ووسطه وهنا كانت هجرة القبائل البني فضل وقبائل حمر والمناصرة جنبا إلى جنب حيث استقرت الأخيرة في جنوب النهود إلى الأضية وام خشمين وغيرها من هذه المناطق واستقر جزؤ من بني فضل على سبيل الذكر لا الحصر جنوب النهود (منطقة أبو شاريحة) وشمال النهود منطقة فوجا وود شعيفون وابو ظبي (ام ظبط) وغرب النهود منطقة ود الحليو وود نديان وعيال عريبي وماحول هذه المناطق من قرى وفي حاضرة غرب كردفان دبنقا وماجاورها من القرى وبها عميد للقبيلة هناك؛ والدبكاية والبيجا والفولة وبابنوسة وغيرها من المناطق التي سبق ذكرها أيضا في مطلع المقال وواصل البعض الآخر الهجرة نحو الشرق والوسط سيأتي ذكره.

منطقة أبو شاريحة التي قطنتها قبيلة بني فضل قبل مئات السنين تقع جنوب شرق مدينة النهود تحدها من الشمال الغربي ومن الشمال الشرقي تحدها منطقة أبو زبد بحد فاصل ( جبل الجفور وخور الجفور)

ومن الجنوب الشرقي مناطق المسيرية (أم رسوم) والمحفورة وظليف الغزال (ضليف الغزال) المتاخمة لقرى الحميرات ومن الغرب مناطق وقرى المناصرة ام هبيلة وأبو هيف ونبلت؛

نجد أن منطقة أبو شاريحة وحدها بها أكثر من ٤٠ أربعين قرية وكانت بها عمودية بني فضل يأتي الحديث عنها في الحلقات القادمة والتي أصبحت الآن شرتاوية محمد السماني كارور وفي ظلها قبائل أخرى فهو شرتاية منطقة تابعة لإمارة عموم قبائل دار حمر التي بها أكثر من ١٠٠ مائة قرية لبنى فضل في هذه الدار وبالشرتاوية قبائل أخرى أيضا كشأن نظام الإمارة التي هي على رأس قبائل عدة في المنطقة ؛

ليس كما يدعي أن الأرض ليست ملكا لبنى فضل فهذه العشيرة من العشائر أو القبائل الزاهدة المتعارف عليها كل من عاشرهم فهم يعطونك حقك قبل أن تسألهم إياه ويزهدون فيما عندك وقد تعايشت مع القبائل في هذه المنطقة بالتحديد طيلة هذه المدة السابقة. في تصاهر تام مع قبائل الحمر والمناصير والعركيين والمسيرية وقد زرت منطقة المحفورة ووجدت بها آنزاك كثير من الأسر الفضلاوية التي تحسب انها مسيرية من قوة التصاهر والتعايش واذا نظرت مع المناصرة فهم أبناء عمومة وكذلك تصاهرها مع جميع القبائل في مناطق فوجا وودشعيفون شمال النهود وبقية أجزاء السودان .

من المسلمات في حياتنا الدنيا قول الله عز وجل ﴿وَلَقَد كَتَبنا فِي الزَّبورِ مِن بَعدِ الذِّكرِ أَنَّ الأَرضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصّالِحونَ﴾

[الأنبياء: ١٠٥] فهناك (دار فور) فيها كثير من القبائل وليس الفور فقط وجبال النوبة فيها الكثير من القبائل وكذلك دار حمر بها كثير من القبائل وكل هذه الدور تجد أن المكون القبلى فيها قد يفوق القبيلة صاحبة الإسم أضعاف وتعايش السودان في هذه الأقاليم بقبائله المختلفة مئات السنين ولا إشكال في هذا حتى ظهرت الفتن وأصحاب النفوس الضعيفة والأهداف المغروضة والتعصبات القبلية البغيضة التي تنادي بنعرات قبلية تنافي هذا التعايش السلمي وتهدف لهدم الآخر وإبعاده بتلفيق التهم وخلق الأكاذيب وحياكة المكر والمكائد فعلينا أن نأخذ على أيديهم لنعيد للتعايش السلمي قوته ورونقه وتماسكه في السودان قال الله:( وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) وفي الحديث عن النُّعْمانِ بنِ بَشيرٍ رضي اللَّه عنهما، عن النبيِّ ﷺ قَالَ: مَثَلُ القَائِمِ في حُدودِ اللَّه، والْوَاقِعِ فِيهَا كَمَثَلِ قَومٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سفينةٍ، فصارَ بعضُهم أعلاهَا، وبعضُهم أسفلَها، وكانَ الذينَ في أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ الماءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا في نَصيبِنا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا. فَإِنْ تَرَكُوهُمْ وَمَا أَرادُوا هَلكُوا جَمِيعًا، وإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِم نَجَوْا ونَجَوْا جَمِيعًا رواهُ البخاري وفي آخر “ان لا فرق بين عجمي ولا عربي إلا بالتقوى” هذه المخططات تنافي قيم الإسلام ومبادئه وتنافي الأعراف المتعارف عليها.

 

 

الحلقات القادمة (٦و٧)

 

٦/ الرواية الأكمل عن الأحداث من الالف للياء

 

٧ /شهود عيان عن مجزرة #الحميرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى