أخبار محلية
أخر الأخبار

الوزير خلا !! ✍️✍️✍️✍️✍️✍️ أبوفاطمة أحمد أونور

 

 

من أخطر أنواع الدعاية الإعلامية المخادعة في السياسة السودانية، ربط الأهلية القيادية للمناصب السياسية بالألقاب الرنانة من شاكلة بروفسير ودكتور، مهندس، لواء، فريق…. الخ،،، تلك الالقاب الرفيعة الجديرة بالاخذ بأهليتها لكن فقط في مناطها المهني، كأن ينجح الطبيب سريريا في المشفي والبروف في التدريس والبحث العلمي، وكذا المهندس في المصنع والحقول،،، لكن الموقع السياسي كالوزير يظل فيه المؤهل الجوهري: هو الاهلية السياسية القائمة علي حزمة خصائص عديدة، منها المكتسبة والفطرية والقبول الاجتماعي بالاضافة للممارسة السياسية الميدانية، وإلا سيبدو صاحب اللقب الرفيع كالاطرش في الزفة مجرد وزير خلا ، لأن السياسة كالرياضة تتأتي بالممارسة الميدانية والمدافعة المجتمعية وليس بالمذاكرة النظرية لوحدها، حتي لو كان استاذا للعلوم السياسية، فقد يكون فاشلا في ادارة اسرة دعك من قيادة وزارة، لذلك في دولة متخلفة كالسودان يصبح التعويل علي التنوقراط مجرد ضحك علي الذقون من قبل بعض الاحزاب النخبوية، عندما تود التسلل التنظيمي الي السلطة تحت ستار بعض الالقاب الرنانة والوقورة، ما قد ينزع عن تلك الالقاب ثوب الوقار ويضعها في مصادمة مفضوحة مع الواقع المرير، فهكذا دعاية مشاترة لا تختلف عن دعاوي تخصيص كوتات سلطوية لابناء شيوخ الطوائف وزعماء القبائل رغم عدم الاهلية، فكلاهما (التنوقراط والزعماء) يشتركان في عصبية المشاترة من خلال وضع مؤهلاتهما في غير موضعها

كما انه ليس بالضرورة ان يكون كل ذي لقب رنان قادر علي إدارة وقيادة مؤسسته دعك من وزارة

وحتي لو كان التنوقراط مستوف أهلية تولي وزارة ما، فلا يعني ذلك انه سيبتكر محاور مهنية وفنية حديثة، ولا المطلوب منه ان يدخل تقنيات جديدة بخبراته العلمية والاكاديمية فهذا امر موفور سلفا ومرعي من قبل مهنيين مختصين في الوزراة المعنية، وحتي لو استدعي الامر تغيير خطط المؤسسة او الوزارة فذلك ليس من مقدرة ولا شأن فرد وانما هو من اختصاص جهات وخبرات متعددة ومؤسسات استراتيجية وبيوت خبرة راسخة

لذلك لا معني للافراط في الدعاية المشاترة لزيف الخبرات الاكاديمية والفنية للوزير او المسئول الا في اطار إمكانية فهمه وتعامله مع ما هو كائن من خطط موضوعة سلفا.

 وعليه من غير المقبول القطع بالأهلية السياسية لزيد أو عبيد من البشر لمجرد أنه حاصل علي شهادات رفيعة في تخصص نادر حتي لو كان حائزا فيه علي شهادة نوبل، لأنه ببساطة مثل هؤلاء قد يفتقرون حتي للمعرفة النظرية في العلوم الانسانية ذات الصلة الوثيقة بالعمل العام المنوط بالسياسة واادارة شئون الناس، فمثلا لا شأن لتخصص المهندس والفيزيائي والطبيب….. ووووو، بالسياسة ، إلا بمقدار الثقافة الذاتية للفرد، لذلك نرجو ان تتخلي الدعاية الاعلامية المخادعة عن الاسراف في تقديم التنوقراط للمواقع السياسية، فقط من خلال الالقاب الرنانة، كمن يضع قطع الغيار في غير موضعها !!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى